اقسام المدونة
موسوعة ويكيبيديا
حملة مستعدون: معاً لاجراء انتخابات المجالس المحلية في العراق
يمر العراق اليوم بمرحلة مهمة ومفصلية في سياق عملية ترسيخ تجربة الادارة غير المركزية للحكم في محافظاته، كما أقرها الدستور العراقي، ونص عليها قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم 21 لعام 2008. وتبرز في هذا المجال تجربة محافظة بغداد، كونها تمثل عاصمة العراق، والمحافظة التي تضم أكبر عدد من السكان، وأعلى نسبة كثافة سكانية.
تنقسم محافظة بغداد إدارياً الى 9 مجالس بلدية (قواطع)، وكل من تلك المجالس ينقسم بدوره الى عدد متفاوت من المجالس المحلية (مجالس الاحياء).
كما أن تلك المجالس البلدية والمحلية تتكون من عدد من الاعضاء يتفاوت من مجلس الى آخر بحسب الكثافة السكانية. وينص قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم على أن اعضاء تلك المجالس ينتخبون بشكل مباشر من قبل المواطنين المسجلين في الرقعة الجغرافية لكل منها.
لقد جرت انتخابات مجالس المحافظات في كانون الثاني/ يناير2009، إلا أن المجالس البلدية والمحلية لا تزال مكونة من اعضاء جرى اختيارهم من قبل القوات الامريكية بعد دخولها الى العراق في عام 2003، لذلك فهم ليسوا منتخبين من قبل المواطنين، كما أن اعدادهم قد تناقصت بفعل الوفاة أو الاغتيال، أو الاستقالة، أو الإقالة بفعل قضايا جنائية أو قضايا فساد إداري ومالي، وغير ذلك من الاسباب.
من جانب آخر، فاولئك الاعضاء لا يمتلكون عموماً المؤهلات اللازمة للادارة الفعالة والناجحة لقضايا مناطقهم، بسبب ان اختيارهم لم يكن مستنداً الى معايير موضوعية، كما أن ذلك الاختيار كان محكوماً بظروف استثنائية مرت بها مختلف مناطق محافظة بغداد، كما في مناطق العراق الاخرى، في أعقاب سقوط النظام السابق.
إن تلك العوامل، متظافرة مع عوامل غياب الاستقرار الأمني وتلكؤ الاداء الاقتصادي وتقلبات العملية السياسية، إضافة الى ضعف العلاقة والثقة بين المواطن وبين اولئك الاعضاء، الناجمة عن سوء الادارة وتفشي الفساد
الاداري والمالي، وبالتالي تراجع مستوى الخدمات المقدمة الى المواطنين.
قد أفضى الى حالة من عدم الرضا الشعبي عن تلك اداء المجالس، لاسيما في ظل ادراك المواطنين لكون تلك المجالس هي غير منتخبة من قبلهم، وكونها ترتبط بفترة الوجود العسكري المباشر للقوات الامريكية.
وبسبب من إدراك حقيقة أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم إجراء انتخابات تلك المجالس، والتي من شأنها ايصال العناصر الكفوءة الى عضوية تلك المجالس، واعادة الثقة بين اعضاءها وبين المواطنين في مختلف مناطق بغداد، فقد تقصينا المعلومات عن سبب عدم اجرائها، فوجدنا أن ذلك يعود بالدرجة الاساس الى أسباب سياسية ترتبط بعدم وجود قرار سياسي بإجراء تلك الانتخابات، إما لإنشغال الساسة بالعملية السياسية على المستوى الوطني، أو لحسابات وأهداف سياسية خاصة بالقائمين على السلطة (في الحكومة ومجلس النواب). بالاضافة الى أسباب تنظيمية كون تلك الانتخابات تحتاج الى قدرة تنظيمية عالية لكونها تنزل الى أصغر التقسيمات الإدارية في العراق عموماً، وفي بغداد على وجه الخصوص، وهو أمر معقد نسبياً في ظل الظروف الراهنة، هذا بالاضافة الى أسباب تتعلق بالامكانيات المتاحة مثل التمويل، والذي هو غير متوفر للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الوقت الراهن.
لذلك فقد أنشأنا هذه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك لتجميع اكبر عدد ممكن من المساندين للمطالبة بالاسراع في اجراء انتخابات المجالس المحلية، لا سيما بعد تفاقم السخط الشعبي نتيجة لضعف الخدمات والتلكؤ في الاداء، وهو ما عبرت عنه المظاهرات الاخيرة في العراق عموماً، وفي بغداد على وجه الخصوص.
نرجو منكم الانضمام والمشاركة ودعوة كافة العراقيين وغيرهم من المهتمين للمشاركة، والصفحة موجودة على رابط:
وقريباً سيتم اجراء مؤتمر صحفي للاعلان عن عن حملة مستعدون لاجراء انتخابات المجالس المحلية، حيث ستتضمن الحملة مجموعة من الانشطة الاعلامية والبرامج التدريبية واللقاءات الرسمية التي تهدف الى المطالبة
باجراء انتخابات المجالس المحلية وتأهيل المرشحين المحتملين لتلك الانتخابات. وقريباً سيمكن متابعة اخبار الحملة على الموقع الاليكتروني للمركز العراقي لدراسات حقوق الانسان والديمقراطية www.ichrds.net
بالاضافة الى صفحة الفيسبوك أعلاه.
مع فائق تقديرنا واحترامنا
محمد عبدالله الصايح
المركز العراقي لدراسات حقوق الانسان والديمقراطية بغداد
حقوق الإنسان
ترجم الموقع
الكاتب
صورة مختارة
تجد هنا كل ما يتعلق بحقوق الأنسان
توقيت بغداد
0 التعليقات: