الشهداء والشعب مصدر السلطات
الجمعة, فبراير 18, 2011 | مرسلة بواسطة
kaydar
كتابات
سلاما على أرواح شهداء مظاهرات الغضب العراقي في الديوانية والكوت والناصرية والسليمانية ، شهداء الحرمان وعلى الذين اعتقلوا بتهمة باطلة بحجة التحريض على أعمال الشغب .
دفعوا بنا الى الالتزام بالوفاء للأهداف النبيلة التي استشهدوا أو فقدوا حريتهم من اجلها والتي كانت لا تتعدى سوى المطالبة بحق الحياة بأبسط معانيها فإذا بهم اليوم يعبدون لنا الطريق باتجاه الأهداف الأسمى للعراق وللعراقيين ليصبحوا الآن مصدر السلطات .
الشعب اليوم كله جسد واحد فهم الأهل والعشيرة لكل من استشهد ورسخ شرعية المطالب، شرعية الشعب كمصدر وحيد للسلطات.
الحرية التي نحتج من خلالها هي ليست منحة من احد والديمقراطية التي نعبر بها عن معاناتنا هي ليست هبة من الدستور، هذا الدستور عليه ان ينزع كل مفرداته الطائفية والعرقية ليطيح بالمحاصصة ويعيد الانتخابات ويعتذر لكل الضحايا وذويهم عن الانتهاكات التي ارتكبت باسمه منذ أن صوتنا على استفتائه ودفعنا إلى هذا التصويت تحت شبح الحرب الأهلية والإرهاب الذي طاح بالعراق كله بعد أعوام الفتن التي تلت التغيير في 2003 ، دون ان تعي الملايين من شعبنا مخاطر التقسيم والمحاصصة التي نص عليها هذا الدستور وشرعنها من خلال لغة تأويلية منحت القائمين على تفسيره نفوذا لا مرئيا لابتلاع المؤسسات واختزال الدولة العراقية وشعبها في لعبة القوائم المغلقة التي مرروها حتى في هذه الانتخابات وجاءوا بالأميين والفاشلين واللصوص نوابا متعكزين على لعبة أسموها المقاعد الشاغرة .
العراقي الجديد ليس بحاجة إلى موافقة أمنية وحكومية ليتجول في شوارع وأزقة مدينته وهو كذلك ليس بحاجة إلى ورقة من وزارة الداخلية التي لم يعين وزيرها حتى الآن ليجلس تحت نصب الحرية أو يهتف في حديقة الأمة وينام فيها فهو قبل أن يأتي الغرباء من وراء الحدود كان يجلس هناك ويشتم الدكتاتوريات وحظه العاثر ، مادام هو مصمم على استعادة الدولة من سارقيها ومساعدة الحكومة على اتخاذ إجراءات فورية لإقالة كل الفاشلين ومحاسبة المقصرين والسارقين ، وإذا كانت الحكومة بشخص رئيس وزرائها غير قادرة على إحداث هذا التغيير فلتحترم غضب الناس ولتحمي البلد من الانفجار وتعتذر بصراحة وتستقيل وليأخذ البرلمان دوره الحقيقي بخطة طوارئ للإصلاح السريع .. وإذا تعذر عليه فعلى أعضائه أن يحترموا ناخبيهم و ويحتذوا بنموذج السيد جعفر الصدر ويغادروا المسؤولية بأخلاقية الكبار ، لقد صبر عليكم الشعب طويلا هذا الشعب ، عليه الآن أن يظهر رقيه ولا ينساق للعنف الذي يروج له أزلام السلطة .
أيها المحرومون تمسكوا بالأمل والأخلاق ، فهي ستمكنكم من استعادة الحلم بكتابة دستور حقيقي يضمن نزاهة الانتخابات التي ستكون دماء شهدائكم حارسها الأمين .
أنت يا شعب العراق ستكون القائمة المفتوحة .. أنت وحدك مصدر كل السلطات .
المصدر
قسم:
حقوق الإنسان
حقوق الإنسان
0 التعليقات: